هناك الكثير من البرامج والمشاريع المجتمعية الثقافية والتي تهدف لتحقيق هدف التنمية المستدامة في المجتمع وتطويره إلى الأفضل، حيث تحتاج إلى روّاد لقيادتها، وكواد بشرية تأخذ بيدها إلى الأحسن، لذا نجد الاعتماد في تلك البرامج والمشاريع على الفكر المشعِّ بالمقترحات والأفكار البنّاءة، وعلى الذوات الحاملة لمهارات مختلفة راقية تساعد حتمًا في النمو، وعلى العمل الجاد والمستمر الذي يحقق النتائج المثمرة.
ولا شك بأن كفاءات الاشراف التربوي من الكوادر البشرية والتي لم يتم ترشيحها للإشراف إلا بعد التأكد من كفاءتها للتغيير إلى الأحسن في الميدان التعليمي، ولما يتمتعون به من فكر بنّاء، وعمل منظّم، وعطاء دائم، وحرص على النجاح، والعمل بروح الفريق الواحد، والانتماء لفكرةِ أهمية التغيير الإيجابي للذات والمجتمع، وطموحٍ لا ينتهي إلا بتحقيق الأهداف، جعل من المشرف التربوي محط الأنظار للبرامج المجتمعية كقائد ومشارك ومساهم في التنمية والتطوير، حيث أثبت جدارته في ما يتم تكليفه بها من مهام مرتبطة بالمجتمع.
ومن منظور آخر نجد أن المشرف التربوي هو جزء من المجتمع والذي ينظر إليه الجميع بأنه قدوة في عمله، وفي أخلاقه وتعامله، وفي مجتمعه، حيث يعد كلامه وأفعاله محط للتأمل بين النظر والاستماع، ويجعل الكثير يتساءل عن ماذا قدمه ذلك المشرف التربوي للمجتمع -بحكم ما يملكه من فكر ومؤهلات-، وكأنهم يطلبون منه الكثير والكثير من العمل الجاد والمستمر للمجتمع، ويرون فيه حاملَ راية التغيير والتطوير والذي يساعد في رقي المجتمع.
لذا يتوجب على المشرف التربوي أن يكون إيجابيًا، وأن يخرج من إطار عمله في الاشراف التربوي في الميدان التعليمي إلى ميادين المجتمع، ويشارك في عجلة التنمية والتطوير الذي يضمن النماء للمجتمع، ويفترض عليه أن يقدم برامج ومشاريع موجهة للمجتمع، وأن يسخر ما لديه من قدرات ومهارات وأفكار لما يسهم في تحقيق الرؤية نحو مجتمع مثالي يتصف بالوعي والإدراك.
كما ينبغي لكافة القطاعات المجتمعية أن تستثمر تلك القدرات المميزة، فإن المجتمع بكفاءاته ينهض وبمؤهلات أفراده يسارع الصعود إلى القمة.
بقلم المشر التربوي: عادل بن حميدي المالكي
رابط المقال في: صحيفة الطائف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق