الخميس، 3 مايو 2018

اختر الكتاب وفق المرحلة والصف الدراسي






نشرة تربوية (1) لحل جزء من مشكلة عدم الإقبال على القراءة في مدارسنا
جمع المشرف التربوي : عادل حميدي المالكي (بتصرف)


إذا أردت أن تجعل طلابك يقبلون على للقراءة بشغف فعليك استخدام المفتاح المناسب له، هذا المفتاح هو خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها الطلاب، وكذلك اهتماماتهم وسمات شخصيتهم. هناك مقالات وردت في كيفية جعل الطلاب يتجهون للقراءة وفق مراحل عمرهم شريطة أن يكون هناك من يوجههم وسوف يستجيبون له ويجد أن القراءة في نمو وإقبال.

مرحلة اكتساب العادات الرئيسية للقراءة
 السن: من السادسة إلى السابعة.
 خصائص الطفل وكيف توظفها في تحبيب القراءة إليه
·       يتعرف الطفل على الحروف والكلمات، ويكتسب القدرة على تكوين الجمل وفهم البسيط والقصير والواضح منها، فحاول أن تدرب الطالب على تقسيم الكلمة إلى مقاطع لتساعده على القراءة، والعب معه عن طريق المزج بين المقاطع من الكلمات المختلفة لتكوين كلمات جديدة، وراعِ أن تكون الجمل قصيرة سواء المكتوبة في القصص والكتب أو التي تستخدمها في كلامك.
·       سرعة الطفل في القراءة الجهرية أكبر منها في القراءة الصامتة، فلذلك شجع الطالب على القراءة لك من الكتاب أو القصة، وسط زملائه في المدرسة أو أصدقائه، ويمكن أن يكون ذلك من خلال لعبة فمثلاً يلعب الطالب دور المدرس أو المذيع الذي يقرأ من الكتاب بصوت مرتفع، ويستمع الكل إليه ويوجهوا له الأسئلة.
·       يتخيل الطفل أشياءً أبعد من الواقع المحيط به ،فوفر له القصص التي تدور حول الخيال.
·       لا يستطيع الطالب الجلوس والاستماع فترة طويلة، بل يحب التنويع ويفضل الأنشطة البدنية، فلذلك قم بتوزيع وقت القراءة على فترات قصيرة ومتفرقة من اليوم. ويمكن القيام بمجموعة أنشطة متنوعة مرتبطة بموضوع الكتاب بحيث لا يتجاوز النشاط الواحد خمسة عشر دقيقة ليحتفظ باهتمامه وتركيزه ويستطيع إنجاز المهمة. وفر له كتباً عدد صفحاتها صغير حتى لا يمل الطفل من الكتاب.
·       يفهم الطفل الكلمات التي تدل على المعاني المحسوسة، لأنه لا يستوعب جيداً الأفكار والكلمات المجردة  )كالعدل، والأمانة، والصدق(، واللغة المجازية مثل: (سأموت من الجوع(، فاحرص على أن تكون كلمات الكتب التي توفرها للطالب أو تستخدمها في التحدث معه ذات معنى ملموس، ومن الأمثلة التي تجعل الأفكار المجردة أقرب إلى ذهن طفلك:
قل له "الدب خائفاً جداً"، ولا تقل "الدب سيموت من الخوف" لأنه سيفهم كلمة "سيموتبمعناها الحرفي ولن يفهم أنها تعبير عن شدة الخوف.
كلمة "الأمانة" كلمة مجردة لا يفهمها الطالب في هذا السن، ضعها في جملة لكي يفهمها فقل له  "الطفل الأمين يستأذن قبل أن يأخذ قلم صاحبه في الفصل".
·       يحب التمثيل ولعب الأدوار خاصة ما يعبر منها عن مواقف الحياة الحقيقية، فمن السهل على الطالب أن يتلقى النصائح والأوامر التي تأتي على لسان الشخصيات القصصية عن تلقيها من الوالدين أو المعلمة.
·       تنمو مهارات الطالب الاجتماعية، ويستمتع بصحبة أقرانه ممن هم في مثل سنه، فاجعل للطلاب في هذه المرحلة كأقل حد زيارة في الأسبوع للمركز لكي يشارك في الأنشطة التي تقام في المركز، أو يستعير الكتب أو يجلس للقراءة في المكتبة  حتى ولو بالنظر إلى الصور فقط لأن الصور نوع من القراءة.
·       يسأل الطفل كثيراً ويردد كلمة "لماذا؟"، فساعد الطالب في الحصول على إجابات للأسئلة التي تدور في ذهنه من خلال القراءة في الكتب ليتعلم الرجوع إلى الكتاب عندما يحتاج إلى معلومة أو يريد أن يفهم شيئاً، ومن خلال المناقشة والأسئلة المثيرة للتفكير، وأهم شيء أن تفعل ذلك بصبر وصدر رحب دون سخرية أو ضيق.
·       يهتم الطالب في هذه المرحلة بالكتب التي تعطي معلومات عن كيفية صنع الأشياء، والأعمال التي يقوم بها الناس، وما يحدث حولنا على أن يكون كل ذلك بطريقة بسيطة ودقيقة في نفس الوقت ولكن بشروط أن تكون في حدود قدرات الطفل، وتكون الرسوم والصور الواضحة والملونة مادة أساسية في هذه الكتب.

مرحلة النمو السريع في إتقان المهارات الأساسية للقراءة
السن: من الثامنة إلى التاسعة أو العاشرة.
خصائص الطالب وكيف توظفها في تحبيب القراءة إليه
·       ينتقل الطالب من تعلم القراءة إلى القراءة للتعلم، أي أنه من المفترض أن يكون قد أتقن القراءة إلى حد كبير وبدأ في استخدام الكتب كوسيلة للتعلم والحصول على المعلومات.
·       تزداد سرعة الطالب في القراءة الجهرية والصامتة في نفس الوقت، فيجب أن توفر له كتبًا شيقة ولغتها سهلة، فيهتم الأولاد بصفة عامة بقصص المغامرات، والرحلات، والأبطال، والمكتشفين.
·       قدم لطلابك المفردات الجديدة بحرص حيث تكون قليلة في أول الأمر ثم تتزايد بالتدريج، وهذا هو سر التكرار الذي يلاحظ بالمواد التي تقدم للطلاب حتى في هذه المرحلة.
·       يرغب الطلاب في استخدام مهاراته في قراءة كل ما يقع عليه نظره، فشجعه على قراءة الكلمات المكتوبة على اللوحات الارشادية وعلى مقتنيات المركز أو في أروقة وفناء المدرسة أو بعمل بطاقات ونحو ذلك.
·       يتمتع الطالب في هذا السن بذاكرة وقدرات لغوية عالية ويظهر قدرته الواضحة على الحفظ، فوفر له كتب الأناشيد الهادفة والتي تنقل قيماً إيجابية، لأن الأناشيد يسهل حفظها كما أنها محببة للأطفال  في هذا السن.
·       الطالب قادر على التركيز والمثابرة لإنجاز المهام فترة أطول خاصة إذا كان الموضوع جاذباً له وفي إطار اهتماماته.
·       يصبح الطالب في هذا السن قادر على اتباع القواعد والإرشادات، فوفر له كتباً تساعده على تنمية مهاراته ومواهبه وتتناول اهتماماته، فمثلاً لو كان يحب الرسم ستجد كتباً تعلمه الرسم خطوة خطوة، وإذا كان يحب الطيور فوفر له كتباً عن الطيور بحيث يعرف أنواعها، وأشكالها، ومواطنها... الخ.
·       يحب الطالب الفكاهة، فوفر له كتب النوادر (كنوادر جحا)، ومن مميزات كتب النوادر أنها مفيدة في الترويح عن الطلاب، والتنفيس عما يتعرض له من ضغوط ، وتنقد الأشياء غير المقبولة في البيئة بشكل مرح وغير مباشر مما يزيد من قابليتها عند الطفل، وتتطلب الفهم العميق وبالتالي تدفع الطفل إلى إعمال عقله.
·       يستطيع الطالب أن يرى الموضوع من جوانب شتى ويفهم وجهات النظر المختلفة، ولديه شوق لفهم وجهات نظر الأشخاص القريبة منه على وجه الخصوص.
·       يبدأ في إدراك العلاقة بين السبب والنتيجة، فشجع طلابك على تخيل نهايات مختلفة أو سيناريوهات مختلفة لسير الأحداث في القصة فهذا ينمي قدرات كثيرة لديه كالتفكير الإبداعي والمنطقي والتعبير.

مرحلة التوسع في القراءة
السن: من التاسعة أو العاشرة إلى الرابعة عشر.
خصائص الطالب العمرية وكيف توظفها في تحبيب القراءة إليه
·       الطلاب في هذا السن متعطشون  للمعرفة، فيقرأ الطالب كل ما تصل إليه يداه من مطبوعات، ويحب أن يعرف كيف تصنع الأشياء، وكيف تعمل، وماذا تفعل، كما يُقبِل أكثر على قراءة الروايات والقصص منتبهاً للحبكة وتطور الأحداث، ومقدراً لشخصيات القصة وعواطفها. وفي نهاية المرحلة يفضل القصص التي تدور حول النجاح في المشروعات والوصول إلى القيادة، فوفر له الكتب العلمية، وكتب المخترعات، والكتب التي تتحدث عن الشخصيات الناجحة وتعرض قصص حياتهم، وسبل نجاحهم في مختلف المجالات ومن شتى الحضارات الإسلامية والعربية والأجنبية، وأيضاً كتب بناء الشخصية والتنمية البشرية التي تتناول موضوعات مثلالثقة بالنفس، اتخاذ القرارات، تنظيم الوقت، تكوين الأصدقاء...الخ.
·       سرعة الطالب في القراءة الصامتة تزيد على سرعته في القراءة الجهرية مما يساعده على القراءة بشكل أسرع وبكميات أكبر، فوفر له كتباً متنوعة ومتعددة الموضوعات ليبني أساسه المعرفي في مختلف المجالات، ولتساعده في التعرف على اهتماماته.
·       يكتسب الطالب في هذا السن ثروة لغوية واسعة من المفردات والأساليب الجديدة، ويصبح أكثر قدرة على استيعاب الأفكار المجردة وفهم الكلمة حسب معناها من السياق، فلذلك مده بالقواميس والمراجع التي تساعده على تحديد المعاني تحديداً دقيقاً.
·       تنمو قدرات التفكير الناقد لديه حيث يصبح أكثر قدرة على التحليل والوصول إلى المعاني الضمنية، والمقارنة بين الآراء المختلفة، والبحث عن الأسباب وإدراك كيف أدت إلى النتائج، وتوجيه الأسئلة المنطقية للتوصل إلى تعميمات يمكن أن يستخدمها كقواعد تساعده عند مواجهة المواقف المتشابهة، هذا كله يجعله أكثر موضوعية في الحكم على الأمور، وقادراً على استخدام عمليات التفكير لتقييم مدى ملائمة قيامه بعمل ما، ورغم هذه القدرة على التفكير بشكل مجرد إلا أنه لايزال يحتاج إلى تطبيقات عملية.
·       اعتبر الطالب في هذه المرحلة صديقًا لك ، واشعره أنك تعامله معاملة الشخص الناضج لا كالطفل الصغير، تناقش معه فيما يقرأ فمثلاً إن وجدته يقرأ فاسأله عما يقرأ ) بطريقة فيها تودد لا بطريقة توحي بأنك تستجوبه(، واتخذ هذا كمنطلق للتعرف على آرائه ومناقشته فيها لتصحيح الخطأ منها بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب، فإذا قرأت مقالاً في جريدة وأعجبك فاحكِ له عن المقال أو اعرض عليه قراءته، وابدأ بالمقالات التي تتناول موضوعًا يهتم به، ولا تستخدم ذلك دائماً كوسيلة لتوصل له رسالة معينة تلح عليه فيها لأن الطالب ذكي وقد يحجم عما تعرضه عليه في هذه الحالة.
·       ساعد الطالب على تنظيم نادي للكتاب مع الأقارب أو الأصدقاء أو زملائه في الفصل،  حيث يتفقوا على قراءة كتاب كل فترة معينة ويجتمعوا في موعد ثابت لمناقشة هذا الكتاب.
·       يحب الطالب بشدة الألعاب الجماعية، ويركز على التحدي والفوز في المواقف التنافسية، فممكن أن تخصص جزءًا من نادي الكتاب لمسابقة حول بعض المعلومات التي وردت في الكتاب، أو موضوع معين تطلب من طلابك القراءة فيه من مختلف المصادر
·       يستطيع الطالب أن يخطط ويتابع خططه ويقيمها، فساعده على وضع خطة للقراءة، وعلى تقسيم الكتاب الكبير على عدة أيام حسب الوقت الذي يمكنه تخصيصه للقراءة في كل يوم بناء على وقته في الدراسة، وغيرها من الأنشطة التي يمارسها ويلتزم بها، وعلِّمه تقييم مدى التزامه بالخطة ونجاحه في تنفيذها، والاستفادة من نجاحاته وأخطائه على حد سواء.

مرحلة النضج
السن: من الرابعة عشر إلى السادسة عشر أو السابعة عشر.
الخصائص العمرية في هذا السن وكيف توظفها في تحبيب القراءة إليه
·       تبدأ اهتمامات الطالب تتكون في التخصص.
·       تقترب المادة المقروءة في مفرداتها وخصائصها الأسلوبية من مواد القراءة العادية العامة، فاتخذ من اهتماماته منطلقاً للقراءة ولا تجبره أو تلح عليه للقراءة في مجال معين.
·       يبدأ في استخدام المراجع ومصادر المعلومات، فاطلب من طلابك عمل بحث عن موضوع ما وعلمهم كيفية استخدام المراجع الموجودة في المكتبات العامة أو مكتبة المركز، وساعد الطالب على أن يقوم بنفسه بالأبحاث الذي يطلبها منه المعلم فهي فرصة ليقرأ.
·       يتذوق الطالب قوة التعبيرات المجازية، فيمكن أن يحتفظ بكراسة صغيرة يسجل فيها التعبيرات التي تعجبه أثناء القراءة.
·       تتجه عناية الطالب إلى فهم الأفكار ونقدها وتلخيصها، ويستخدم المنطق بشكل متزايد، فيحب أن يناقش ويحتاج إلى حقائق وإثباتات للأشياء التي كان من قبل يقبلها كمسلمات، وذلك من أجل تكوين قناعته الشخصية، فوفر له وسيلة يناقش من خلالها ما يقرأ معك، أو مع أصدقائه من خلال نادي الكتاب مثلاً أو من خلال الإنترنت على أن تتابعه (لا أن تراقبه)  لتتعرف عليه، وتصاحبه وتتدخل بالتوجيه في الوقت المناسب.
   


    لتحميل النشرة التربوية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق