الخميس، 3 مايو 2018

دور الإشراف التربوي في تحقيق الرؤية





من المتفق عليه بأن الاشراف التربوي أداة لتطوير العملية التعليمية، حيث يسهم بشكل مباشر من خلال عمليات التوجيه والتدريب والمشاركة والمتابعة والتقويم وغيرها والتي تسهم في رفع مستوى التعليم، فالمشرف التربوي يقوم بالكثير من المهام التي تتطلع وزارة التعليم من خلالها إلى تعليم أفضل. ومن جهة أخرى فإن حكومتنا الرشيدة وضعت رؤية للنهوض بجميع المجالات ليستفيد منها أبناء الوطن في المستقبل القريب، حيث تتضمن تلك الرؤية إصلاحات ومعايير محددة ومقننة، ويمكن قياسها، حتى نستطيع من خلالها معرفة ماذا سنكون عليه عام 2030 ، ومن تلك المجالات مجال التعليم، حيث سارعت وزارة التعليم، في وضع سبل التطوير من خلال بناء فلسفة المناهج وسياساتها، وأهدافها، وسبل تطويرها، وآلية تفعيلها، وربط ذلك ببرامج إعداد المعلم وتطويره المهني، والارتقاء بطرق التدريس التي تجعل المتعلم هو المحور وليس المعلم، والتركيز على بناء المهارات وصقل الشخصية وزرع الثقة وبناء روح الإبداع، وبناء بيئة مدرسية محفزة وجاذبة ومرغبة للتعلم، ومرتبطة بمنظومة خدمات مساندة ومتكاملة، وشمول التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير الدعم المناسب لكل فئاته، وتوفير فرص التعليم قبل الابتدائي والتوسع فيه، وتوفير الحضانات ورياض الأطفال وتفعيل ارتباطها مع منظومة التعليم، والعمل على إعداد طلابنا وطالباتنا لسوق العمل المستقبلي كالذكاء الصناعي وأمن المعلومات وغيرها، وزيادة المشاركة بهم في المسابقات العالمية، كما أنها وضعت برامج ومعايير تدرجية لرفع الأداء وجودة المخرجات، والذي يقوم بمتابعته المشرفون التربويون الذين يشاركون بشكل واضح في فريق عمل تحقيق الرؤية 2030.
إن واقع الاشراف اليوم وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يقوم بها المشرفون التربويون إلا أننا نحتاج إلى عمل مستمر للتطوير المهني، وإلى استشعار الدور الذي يقوم به المشرف التربوي، وإلى أدواره المهمة والتي تأمل وزارة التعليم من خلالها إلى أن تحقق الرؤية بمشيئة الله، فالمشرف التربوي بحاجة أيضًا لتطوير نفسه من خلال وضع رؤية ذاتية تتضمن له ديمومة العطاء في الميدان التعليمي وفي صروح التربية، فالتطوير المهني باختلاف مجالاته والتطور التقني بثورته التي لا تتوقف ينبغي للمشرف التربوي مواكبتها ودمجها في تخصصه الاشرافي والذي يعود على المعلم بالفائدة وعلى ضوئه ينعكس أداؤه الإيجابي للطالب الذي هو اساس وزارة التعليم.
إن الاشراف التربوي بحاجة أيضًا إلى التجديد من خلال الاستفادة إلى ما توصل له البحث التربوي في مجالات المناهج وطرق التدريس وأساليب الاشراف الحديثة وعلم النفس التربوي واقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة وتقديم برامج موجّة للمجتمع من خلال أدوراه وخبراته، لأننا نطمح لاستثمار الخبرات التربوية والطاقات البشرية في تنمية المجتمع بمختلف مجالاته.
بقلم: مشرف مصادر التعلم بتعليم الطائف
أ‌.       عادل بن حميدي المالكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق