الأربعاء، 10 يناير 2018

2030 تحول مراكز مصادر التعلم إلى مراكز إنتاج للمبادرات وتصنيع للمعرفة



جاءت فكرة مشروع إنشاء مراكز مصادر التعلم في المملكة العربية السعودية انسجامًا مع توجه وزارة التعليم نحو تطوير العملية التعليمية والتربوية، وحرصًا من الوزارة على ارتقاء المكتبة المدرسية وتطويرها لتواكب مصادر المعرفة والعلم المتسارعة، بحيث تصبح بيئة تعليمية تحوي أنواعًا متعددة من مصادر المعلومات يتعامل معها المتعلم وتتيح له فرص اكتساب المهارات والخبرات، وإثراء معارفه عن طريق التعلم،  والتي أصبحت غير محصورة في الكتاب المطبوع  بل تطورت خدماتها وتغيرت أهدافها، حيث تم انطلاق المشروع الارتقائي لتطوير المكتبات المدرسية إلى مراكز مصادر تعلم عام 1420 هـ ومنذ ذلك الوقت وإلى وقتنا الحاضر والوزارة تولي اهتمامًا بمراكز مصادر التعلم، حيث تقوم بتطويرٍ وتحديثٍ مستمر لكافة ما يتعلق بالمراكز وأهدافها وتطوير خدماتها للمستفيدين.
وتكمن أهمية مصادر التعلم في أهدافها والخدمات التي تقدمها، فهي توفر البيئة المناسبة التي تُمكِّن الطالب من استخدام مصادر متنوعة، وتقدم له أنموذجًا مختلفًا عن الحصة الصفِّية تساعد في إثارة اهتمامه وزيادة الجذب والانتباه للدروس التي يحضرها، وقد قدمت الكثير من الخدمات فيما يتعلق بإرشاد القراء ومساعدتهم في الوصول إلى المصادر التعليمية واستخدامها، وفي الخدمة المرجعية في الإجابة على أسئلة المستفيدين، وكذلك الإعارة، وتهيئة الجو المناسب للبحث واستخدام الانترنت، وفي إقامة  حلقات النقاش وورش العمل والدورات التدريبية والمحاضرات وغيرها وتهيئة البيئة المناسب لتلك الفعاليات التعليمية، كما قامت بتفعيل البرامج والأنشطة والأيام العالمية،  وكذلك قدمت خدمات ببليوجرافية في إعداد قوائم بالمصادر الموجودة بالمركز وتقديم دروس وعروض تفاعلية وغيرها.
وعلى الرغم من تلك النقلة النوعية في مراكز مصادر التعلم -بعد أن كانت مكتبات مدرسية - فأننا الآن على أعتاب مرحلة جديدة، ونقلة نوعية عالية الارتقاء، فمنذ أن أعلنت حكومتنا الرشيدة رؤية المملكة العربية السعودية 2030 فإن مركز مصادر التعلم ستواكب وستنال حصتها من هذه الرؤية حيث ستتحول بمشيئة الله من مراكز مصادر تعلم إلى مراكزٍ لإنتاج المبادرات وتصنيع المعرفة والارتقاء بتلك البيئة  التي تحوي أنواعا متعددة من مصادر المعلومات إلى بيئة أكثر جاذبية وفاعلية ومن البحث في المصادر إلى إنتاجٍ وابتكار، وإعدادِ مخرجٍ من الكوادر البشرية -على مستوى الطلاب- عالي الإعداد فيما يتعلق بتنمية المهارات اللازمة له ليكون مخرجًا جيدًا من المهارات المكتسبة، وصقل الشخصية المتوازنة القائمة على روح الابداع، والتي تملك كل مفاتيح النجاح، والواثقة بما لديها القائمة على أسس قوية.  
ومن منظور آخر فقد اعتمدت حكومتنا الرشيدة مشروع قياس الأداء ضمن برنامج التحول الوطني 2020 حيث بدأت وزارة التعليم بقياس الأداء في الاشراف التربوي ومنه الاشراف على مصادر التعلم فقد وضع مشرفو مصادر التعلم مؤشرات واضحة لقياس الأداء ثم قاموا بعد تطبيقه إلى تحليل تلك النتائج وتقديم مقترحات وتوصيات للارتقاء بمراكز مصادر التعلم، والتي أتمنى أن يتم أخذها بعين الاعتبار قبل عام 2020 لتنطلق بعده بخطىً حثيثة وأهداف يمكن قياسها على المسار الذي يقودنا لرؤية المملكة العربية السعودية 2030.
إن للتعليم بصفة عامة دور وصلة وطيدة بدفع عجلة الاقتصاد الوطني حيث يسهم التعليم في تحويل الاقتصاد من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، إلى اقتصاد المعرفة والذي يعتمد على العقول ذات المهارة العالية والطاقات البشرية المبدعة والمنتجة، ومراكز مصادر التعلم ستصبح البيئة الأكثر جاذبية والتي ستعول عليها الوزارة الكثير من الأدوار في بناء تلك العقول، من خلال اكتساب حقيقي لا نظري للمهارات، وصقل واضح لا مكتوب للشخصية التي تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، ولديها القدر الكافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي، وكذلك وإيجاد الميدان المناسب للإنتاج وتهيئة البيئة المحفزة للابتكار والابداع، وستعمل أيضًا على استحداث مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتطوعية والابداعية النوعية والتي ستنطلق من مراكز الانتاج والابداع المستقبلية.
رابط المقال في صحيقة غاية التعليمية
                             مشرف مصادر التعلم بتعليم الطائف
                                أ/ عادل حميدي المالكي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق