هدف التربية والتعليم يتمركز حول بناء جيل قادر على أن يكونوا مواطنين صالحين، بمقدورهم التكيف في الحياة، وفي بناء أوطانهم من خلال ما تلقّوه من تعليم يتضمن معارف ومهارات وقيم وفكر سليم وتوجهات إيجابية نحو الحياة واتزان بين العقل والقلب وانتماءٍ للوطن.
وعلى الرغم من سمو تلك الأهداف إلا أنه لا يمكن أن تتحقق بدون وجود معلمين أكفاء، فالمعلمون هم رسل للعلم والثقافة، وهم خير البشرية لأنهم يرشدون الطلاب سبل العلم بمختلف مجالاته، ويبنون الفكر السليم، والعاطفة المتزنة، ويكتشفون ما لديهم من مواهب وقدرات، ويقومون بتنميتها لهم لتعود عليهم وعلى مجتمعهم ووطنهم بالنفع والفائدة، ويهيئون لهم كل ما يساعدهم على التكيف في الحياة بتعليمهم المهارات المختلفة بحيث يكونوا قادرين على حل المشكلات بما يمتلكونه من علم وثقافة، وبما اكتسبوه من تدريب ومهارة، وبما لديهم من وعي وإدراك وفكر.
ومن خلال ما سبق يتضح للقارئ دور المعلم الكبير والمهم في بناء الإنسان والمجتمع -الذي لا يختلف عليه اثنان – وعلى الرغم من هذا الدور الكبير إلا أن المعلم يحتاج إلى من يدفعه معنويًا ويقف بجانبه ويساعده، ويهيئ له الجو المناسب لكي يبدع وينجز، ويستطيع القيام بدوره العظيم، وفي تأدية مهامه بكل جد وإخلاص.
وهنا يأتي دور المشرف التربوي الذي تغير دوره إلى العمل بروح الفريق الواحد والعمل لتحقيق هدف مشترك، حيث يعمل بدور الميسر للعملية التربوية، ويعمل بدور المساعد والمعين، ويعمل بدور الداعم بخبراته وعلمه وثقافته وتجاربه للمعلم والذي بدوره يساعد في تحسين الأداء وفي جودة المخرجات، كما نجد المشرف التربوي يقدم كل ما يحتاج إليه المعلم من تدريب وتوجيه، وحل للمشكلات التي تواجهه وتعيق عمله، ويعمل أيضًا على نقل التجارب والأفكار بين المعلمين ويهيئ لهم الجو المناسب، ويساعدهم على تطوير أنفسهم وذواتهم لتحقيق تلك الأهداف، كما يتيح لهم البرامج والأنشطة التي يحتاجونها والتي تسهم في تطوير أداءهم وفي زيادة الدافعية عندهم، ولا شك بأن أدوار المشرف التربوي ستؤثر حتمًا في التعليم الموجه للطلاب عن طريق المعلم، فالمشرف التربوي والمعلم يعملان معًا وبهدف واحد من أجل الطالب.
كما يأتي دور المشرف التربوي في مشاركاته مع كافة الجهات ذات العلاقة ومع الجهات الحكومية الأخرى في نسق واحد، وفي شركات متعددة، تهدف إلى تنمية المجتمع والذي بدوره يسعى لرقي الفكر والإنسان، وتتغير الكثير من الثقافات والعادات إلى الإيجابية، وتلاشي بعض الظواهر السلبية بإسهامه ومقترحاته ومشاركاته المجتمعية لأنه في الأخير مواطن إيجابي يسعى لرقي مجتمعه وتنميته وتطويره إلى الأفضل بمشيئة الله.
بقلم المشرف التربوي
عادل بن حميدي المالكي
روابط المقال: صحيفة غاية - صحيفة الطائف الإلكترونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق